الصادق إسماعيل علي يكتب.. نَكًزة :السودان بين فكي المشروع الاستعماري الجديد
الصادق إسماعيل علي يكتب.. نَكًزة :السودان بين فكي المشروع الاستعماري الجديد

الصادق إسماعيل علي يكتب.. نَكًزة :السودان بين فكي المشروع الاستعماري الجديد
* حجم المؤامرة الرامية إلى محو السودان من خارطة الدول المستقلة وتفكيكه إلى تركة يتقاسمها المستعمرون الجدد، يتجلى بوضوح في كثافة الشركاء المتآمرين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي، مدعومين بمؤسسات دولية يفترض بها حماية الدول والشعوب، لا التواطؤ ضدها.
لقد تحوّلت هذه المؤسسات الأممية والإقليمية، ومعها بعض دول الجوار، إلى أدوات طيّعة تخدم هذا المشروع الاستعماري، بينما تتصدّره دولة الإمارات عبر دعم سياسي ودبلوماسي ولوجستي لا محدود للمليشيا المتمردة، رأس الحربة في هذا المخطط الإجرامي، مع توفير غطاء كامل لها من أي مساءلة أو حتى إشارة إلى الجرائم الوحشية التي ترتكبها، والتي تفوق في فظاعتها جرائم أقرانها في بقاع الأرض.
* هذا الإصرار المستميت على تنفيذ المشروع، مهما كان الثمن المادي أو الأخلاقي، يكشف حجم التنسيق والتخطيط وتبادل الأدوار بين أطرافه. وكلما فشلت خطة، تم الدفع بأخرى بديلة، في محاولة يائسة لفرض واقع جديد على السودان.
وها نحن اليوم أمام فصل جديد من هذا المسلسل القذر: اتهام الحكومة السودانية باستخدام أسلحة كيميائية ضد شعبها. يا للعجب! من يتهم؟ أمريكا؟ فرنسا؟ بريطانيا؟ من لا تزال جرائمهم شاهدة على وحشيتهم في فيتنام، والصومال، وأفغانستان، والعراق، ولبنان، وفلسطين؟ من نهبوا أفريقيا وأبادوا شعوبًا بأكملها كالأستراليين الأصليين والهنود الحمر ؟ من مارسوا استعمارًا استمر قرونًا ونهبوا خلالها ثروات لا تُحصى؟
* ليس لهؤلاء أن يتحدثوا عن حقوق الإنسان، ولا أن يوزّعوا صكوك البراءة أو الإدانة.
* الهدف الحقيقي من هذا الاتهام الجديد هو تمهيد الطريق لتدخل أمريكي مباشر، بعد فشل الوكلاء الدوليين والإقليميين والعملاء المحليين في فرض المشروع الاستعماري. فأمريكا، التي لم تقدم يومًا ما ينفع السودان، تفرض عليه العقوبات تلو العقوبات، بغضّ النظر عن طبيعة الحكم فيه، لأنها ببساطة تعادي إرادة الشعب السوداني وتستهدف استقلاله.
* لكن، كما علّمتنا التجربة، فإن العقوبات الأمريكية كانت، رافعة ، ودافعًا نحو الاعتماد على الذات، والنهضة، والتحرر من التبعية. إذ لم نرَ دولة رضيت عنها أمريكا إلا زادها ذلك ضعفًا وتفككًا وذلًا.
* الطريق لتحصين السودان من هذا الكيد العالمي يبدأ بتعزيز الجبهة الداخلية، وتوحيد الإرادة السياسية حول مشروع استقلالي حقيقي، يقوم على رفض الاستعمار، ومحاربة العملاء، وبناء شراكات دولية تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، لا على التبعية والانبطاح.
دمتم سالمين آمنين تامين لآمين