اعمدة ورأي

د.أيمن محجوب عبد الله محمد يكتب.. تحرير النهود: انتصار الإرادة على براثن الظلم

د.أيمن محجوب عبد الله محمد يكتب.. تحرير النهود: انتصار الإرادة على براثن الظلم

د.أيمن محجوب عبد الله محمد يكتب.. تحرير النهود: انتصار الإرادة على براثن الظلم

في فضاء الصحراء المترامية، حيث تتهادى الرمال كأمواج بحر أصفر، كانت النهود تُختنق تحت قبضة الجنجويد، تلك الأيدي القاسية التي حولتها إلى سجنٍ مفتوح. لكن إرادة الأحرار لا تُقهر، ولا يطول الليل إلا ليبزغ فجر جديد. فجاء يوم التحرير، يوم انتفض فيه الجيش والقوات المشتركة كالسيل الجارف، ليطهروا الأرض من دنس المحتلين، ويردوا للمدينة أنفاسها الحُرة.
النهود.. وردةٌ ذبلت تحت الظلم
لقد عانت المدينة، كزهرةٍ نضرةٍ غرسها الأجداد في تراب المجد، ثم جاء الجنجويد فحاولوا أن يدوسوها بأقدامهم الغادرة. صارت شوارعها كجسدٍ ممزق، تحمل آثار الجراح وآهات الأبرياء. لكن الوردة وإن ذبلت، تبقى جذورها حية في الأعماق، تنتظر قطرة ماء واحدة لتعود إليها الحياة.
يوم التحرير: العاصفة التي جرفت الظلام
وعندما تحركت القوات المشتركة، كان زئير أصواتهم كرعدٍ يهزّ أركان الظلم. تساقطت قوى الجنجويد كأوراق الخريف أمام إعصار العزيمة، وانهارت تماثيل الخوف تحت أقدام الجنود الأبطال. كانت النهود كطائرٍ حبيسٍ فُتح قفصه فانطلق إلى السماء، يغنّي لحن الحرية لأول مرة منذ أيام الظلام.
الحرية.. النسمة التي عادت إلى الصحراء
اليوم، بعد أن تحررت النهود من براثن التشريد والقتل، تعود الحياة تدبّ في شرايينها من جديد. صارت المدينة كالنخلة التي اجتاحت العاصفة أغصانها، لكنها صمدت بجذورها العميقة. الحرية لم تعد حلماً بعيداً، بل صارت واقعاً يُلامس، كالشمس التي تشرق بعد ليلةٍ سرمدية.
تحرير النهود ليس مجرد انتصار عسكري، بل هو إثبات أن إرادة الشعب أقوى من كل البنادق، وأن الظلم مهما طال، فإن زمن سقوطه آتٍ لا محالة. المدينة التي عانت طويلاً تتنفس الآن هواء الحرية، وتهمس في أذن التاريخ: “ها قد عدنا.. ولن نُغلب مرة أخرى”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى