د.أيمن محجوب عبد الله محمد يكتب.. “لماذا العشرة الأوائل من ذي الحجة أعظم أيام الدنيا؟ دليل من القرآن الكريم”
د.أيمن محجوب عبد الله محمد يكتب.. "لماذا العشرة الأوائل من ذي الحجة أعظم أيام الدنيا؟ دليل من القرآن الكريم"

د.أيمن محجوب عبد الله محمد يكتب.. “لماذا العشرة الأوائل من ذي الحجة أعظم أيام الدنيا؟ دليل من القرآن الكريم”
مقدمة:
من بين أيام السنة كلها، اختار الله تعالى أيامًا فاضلة، ميّزها على غيرها، فجعل فيها من الخير والبركة ما يفوق سواها. ومن أعظم هذه الأيام: العشرة الأوائل من شهر ذي الحجة، وهي أيام عظيمة أقسم الله بها في كتابه الكريم، وأجمع العلماء على فضلها، واعتبرها كثير منهم أفضل أيام الدنيا على الإطلاق.
الدليل من القرآن الكريم: يقول الله تعالى في سورة الفجر: “وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ” (الفجر: 1-2) وقد أجمع جمهور المفسرين أن “الليالي العشر” المقصودة هنا هي العشر الأوائل من ذي الحجة، وهذا القسم الإلهي يدل على عِظَم شأنها، لأن الله لا يُقسِم إلا بعظيم.
كما نجد في قوله تعالى في سورة الحج: “لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ” (الحج: 28) وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: “الأيام المعلومات هي أيام العشر”، أي أن هذه الأيام فُضّلت بذكر الله فيها، وحثّ الله تعالى عباده على اغتنامها.
لماذا هي أعظم الأيام؟
اجتماع أمهات العبادات فيها حيث لا تجتمع العبادات الكبرى في غيرها من الأيام:
الصلاة، الصيام، الصدقة، والحج فهي فرصة نادرة لجمع هذه الأعمال في وقت واحد، وهذا لا يحصل إلا في هذه العشر. أفضل الأعمال فيها عن ابن عباس رضي الله عنه، قال النبي ﷺ: “ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام” قالوا: ولا الجهاد؟ قال: “ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء” (رواه البخاري). وهذا الحديث يدل على أن العمل الصالح في هذه الأيام يفوق غيره حتى الجهاد، وهو من أعظم القُربات. يوم عرفة يقع فيها وهو أعظم يوم في السنة، يُغفر فيه الذنوب، وتُعتق فيه الرقاب من النار، ويُستجاب فيه الدعاء.
كيف نغتنمها؟
كثرة الذكر: قال النبي ﷺ: “فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد” صيام الأيام التسع، وعلى رأسها صوم يوم عرفة، الذي يُكفّر ذنوب سنتين. الصدقة والإحسان. قراءة القرآن والدعاء والاستغفار. الأضحية في يوم النحر لمن استطاع.
خاتمة:
إن العشر الأوائل من ذي الحجة هي هدية ربانية، تُفتح فيها أبواب الرحمة، وتُضاعف فيها الحسنات، ويُرفع فيها العمل الصالح. وقد أقسم الله بها، وذكرها في كتابه، وأوصى بها نبيه الكريم ﷺ، أفلا نستعد لها كما نستعد للمناسبات الكبرى في حياتنا؟ فلنغتنم هذه الأيام العظيمة، فهي من أعظم الفرص للتقرب إلى الله، والارتقاء في درجات الإيمان.