محفوظ عابدين يكتب..مسارات.. زحف عسكري نحو الولايات.
محفوظ عابدين يكتب..مسارات.. زحف عسكري نحو الولايات.

محفوظ عابدين يكتب..مسارات.. زحف عسكري نحو الولايات.
بتعيين اللواء عبد الرحمن عبد الحميد ابراهيم واليا للولاية الشمالية يكون قد بلغ عدد الولاة العسكريين الذين يتلون مناصب الولاة في عدد من الولايات بلغ خمسة عساكر في البحر الاحمر وكسلا والقضارف وسنار واخيرا الشمالية وكلهم برتبة لواء معاش
وجاءت التغييرات في القضارف وكسلا وسنار بسبب اخطاء من الولاة القائمين على امرها من الضباط الاداريين الذين إداروا الولايات في وقت حرج من تاريخ البلاد ونجحوا في إدارة شؤون الولايات بالقدر المطلوب ولكن طبيعة اعمال الوالي السياسية والخدمية والامنية والعسكرية قد تجعل من الضباط الاداريين غير موفقين في كل المهام خاصة مع كثرة الضغوط التي يتعرضون لها من الجهات العليا في البلاد ومن القاعدة من الجمهور بالاضافة الى الظروف الأمنية التي احاطت بالبلاد ،ويظل الوالي متنازعا بين تلك القضايا.
والضابط الإداري طبيعة عمله المعروفة عمل تنفيذي في مجال الخدمات وقد تختلف التجربة السياسية من ضابط إداري الى الآخر ويكون هنالك والي من الضباط الاداريين اكثر حظا من الأخرين في ان تكون لجنته الأمنية أفضل حالا من الأخرين وتحمل عنه كثير من المهام.
ولكن تبقى الاخطاء السياسية هي التي تطيح بكثير من الولاة من الضباط الاداريين أو التصريحات التي تتجاوز حدود مهامه كما حدثت لبعض الولاة الذين ذهبوا (وراءشمس) المناصب بسبب تصريحاتهم.
ووالى الشمالية عابدين عوض الله كان آخر الضحايا وصمد طويلا وكان هو اكثر الولاة الذي طلعت فيهم اشاعات بين كل حين واخر اشاعة بإنه تمت اقالته واصبحت قصته مثل قصة الراعي الذي كان يصرخ باعلى صوته (هجم النمر) ويخرج اهل البلدة لفزعه ويجدون أن الأمر مجرد (مزحة) من الراعي ليضحك على اهله الى ان جاء النمر يوما حقيقة ونجم على الغنم وصرخ صرخته المعهودة ولكن لم يفزع احد.
واليوم بعد طول اشاعات عن اقالة والي الشمالية فاليوم هجم نمر حقيقة واصبحت اقالة والي الشمالية عابدين عوض الله حقيقة.
وقد تكون اقالة والي الشمالية عابدين عوض الله هي مختلفة عن تلك الظروف التي تمت فيها اقالة من سبقوه من الضباط الاداريين الذين كانوا يتولون مناصب في ولايات البحر الاحمر وكسلا والقضارف وسنار الذين ذهبوا نتيجة عمل داخلي وتصريحات في غير محلها أو اصرار واحد منهم على تنفيذ قراراته رغم الملاحظات عليها.
ولكن يبدو ان اقالة والي الشمالية واحدة من اسبابها كانت الظروف الأمنية التي تحيط بالولاية الشمالية والتهديدات التي اطلقتها مليشيا الدعم السريع بالهجوم على الولاية الشمالية وولاية نهر النيل والهجوم المتكرر على المنشأت الحيوية في ولاية الشمالية قد تكون هذه واحدة من بين الاسباب التي عجلت في إقالة والي الشمالية وقد تكون واحد من مسببات تغيير والي نهر النيل لاحقا وإن كان والي نهر النيل (موقفا ) في( تأمين) ولايته وفي دعم القوات المسلحة والمجهود الحربي وعمليات التدريب العسكري والاستنفاروهي أفضل من كل ولايات السودان. لكن يبقى التقدير عند السلطات العليا في البلاد التي تعرف حقيقة وحجم المهددات التي تستهدف الوطن
وتبقى هنالك تحديات تواجه اللواء عبد الرحمن عبد الحميد ابراهيم والي الشمالية الجديد ،الذي شغل من قبل منصب قائد سلاح المدفعية عطبرة من وتولى (DDR ) المعنية بعملية الدمج والتسريح وكان قد تولى رئيس لجنة الاستنفار والمقاومة الشعبية على المستوى الاتحادي بالانابة مع اللواء بشير مكي الباهي بالاضافة الى ذلك انه إبن الولاية ،وتبقى التحديات التي تواجه الوالي الجديد هي التحديات الأمنية وهي بالمختصر المفيد ان لا تتجاوز تهديدات مليشيا الدعم السريع افواهم وتظل الشمالية ونهر النيل عصية عليهم وإن حاولوا الهجوم عليها تحت تآثير المخدرات والمنشطات تكون مقبرة لهم.