عبدالله ود الشريف يكتب.. جرائم الحارة 15 بأم بدة.. انتقامٌ أعمى وصرخةٌ تنتظر العدالة
عبدالله ود الشريف يكتب.. جرائم الحارة 15 بأم بدة.. انتقامٌ أعمى وصرخةٌ تنتظر العدالة

عبدالله ود الشريف يكتب.. جرائم الحارة 15 بأم بدة.. انتقامٌ أعمى وصرخةٌ تنتظر العدالة
ما حدث في الحارة 15 بأم بدة لا يمكن اختزاله في كلمات، فهو جرحٌ ينزف في ضمير الوطن، وصورةٌ قاتمةٌ لتدميرٍ مُمنهجٍ لا يُعقل أن يُمارس ضد مواطنين عُزَّل. بينما كنت أتصفح منشورات أبناء الحارة على مواقع التواصل الاجتماعي، رأيت بأم عيني ما يفوق الخيال: منازلٌ مُحطَّمةٌ تحوَّلت إلى ركام، وممتلكاتٌ نُهبت، وحياةٌ أُزهقت بلا رحمة. هذه ليست حربًا ضد مقاتلين، بل انتقامٌ وحشي من شعبٍ يبحث عن الأمان.
### عندما يتحول الانتصار إلى مأساة
فرحتُ كغيري بنجاح قواتنا المسلحة الأبطال والقوات المساندة في تحرير ولاية الخرطوم، لكن فرحتي تحوَّلت إلى حسرةٍ حين رأيت ما فعلته مليشيات الدعم السريع بالحارة 15. لقد تجاوزت أفعالهم كل حدود الإنسانية: تدميرٌ كاملٌ للمنازل، ونهبٌ للممتلكات حتى “عرش البيوت” (الأساسات)، وسرقةٌ لم تُبقِ شيئًا. ما ذنب الجدران التي تحمي العائلات؟ وما ذنب المواطن الذي خسر كل ما جمعه عبر السنين في لحظات؟ إنه انتقامٌ أعمى، وجريمةٌ حربيّةٌ لا تُغتفر.
### رسالة إلى أبناء الوطن الصالحين
أوجه رسالتي اليوم إلى شرطة أم بدة الأوفياء، وإلى كلّ من يحمل رسالة العدالة في قلبه: لقد عهدناكم أوفياء بالمواطن، وقوةً تستند إليها الأمة في وقت الشدة. نحن نعلم أن تضحياتكم جسيمة، وأن العمل الأمني بدأ يتعافى تدريجيًّا، لكن مواطني أم بدة ينظرون إليكم اليوم بقلوبٍ تمزقها الألم والأمل. المنازل المُدمرة لم تختفِ، والممتلكات المسروقة ما زالت موجودة في أسواق قريبة أو مخابئ المليشيات. ندعوكم إلى تحريك الدعاوى القضائية، وتوثيق جرائم التدمير والنهب، وملاحقة كلّ من شارك في هذه الفظائع.
**وإعادة الممتلكات**
### توثيق الجريمة.. مسؤولية الجميع
الأمر لا يقتصر على الجهات الأمنية فحسب، بل هو مسؤولية كلّ أبناء الوطن. المنشورات التي نشرها شباب الحارة على “الفيسبوك” ليست مجرد صورٍ، بل هي أدلةٌ تُثبت وحشية المليشيات. يجب على الناشطين والحقوقيين توثيق كل التفاصيل، من سقوف المنازل المُدمرة إلى الأثاث المنهوب، ورفعها إلى المحاكم والمنظمات الدولية. العدالة قد تتأخر، لكنها لن تُهزم إذا وقفنا كجدارٍ واحد.
### ختامًا.. لا مكان لليأس
نعم، الألم عميق، والخسائر فادحة، لكننا لن نسمح لليأس أن يقتل إرادتنا. نعلم أن الشرطة بدأت تستعيد عافيتها، وأن الأقسام الأمنية تعمل من جديد، وهذا بداية الطريق. مواطنو أم بدة، الذين تحملوا الإهانة والظلم، ينتظرون خطواتٍ فعليةً تُعيد إليهم كرامتهم وتعوضهم عن فقدهم. لن ننسى، ولن نسكت، فدماء الأبرياء وأشلاء المنازل ستظل شاهدةً حتى تأتي العدالة.
نترحم على شهداء الوطن وشهداء الحارة 15، ونسأل الله أن يتقبلهم قبولًا حسنًا، ويُعَجِّلَ الشفاء للجرحى والمصابين، ويُعِيدَ المفقودين بِعَوْدٍ حَميد.
**رسالتنا إلى أبناء الحارة:**
التوجه الفوري إلى الحي وحراسة ما تبقَّى من ممتلكات قبل أن يأتي الشفشافة واللصوص، حتى لا نفقد ما بقي.
**رسالتنا إلى محلية أم بدة:**
الاهتمام والإسراع في تطهير الحارة من الأوساخ والتنظيم، وتأهيل المدارس حتى تُفتَح الأسواق دون أوبئة.
ومياه شرب صالحة
**حسبنا الله ونعم الوكيل.. والله أكبر من كلِّ ظالم.**
–