اعمدة ورأي

د.أيمن محجوب عبد الله محمد يكتب.. محمد حمدان دقلو (حميدتي): جزار السودان.. بطل الزيف وإرهابي العصر

د.أيمن محجوب عبد الله محمد يكتب.. محمد حمدان دقلو (حميدتي): جزار السودان.. بطل الزيف وإرهابي العصر

د.أيمن محجوب عبد الله محمد يكتب.. محمد حمدان دقلو (حميدتي): جزار السودان.. بطل الزيف وإرهابي العصر

المقدمة: كلمات تُكتب بالدم
” باسلٌ ومغوار… أنت يا أبا جهل السودان!” كلماتٌ كالصواعق أطلقها القائدُ الزعيمُ الفريقُ أولُ البرهان على حميدتي، تذكِّرنا بتلك اللحظة الفاصلة في التاريخ حين وقف أسدُ الله حمزةُ بنُ عبد المطلب في وجه طاغية قريش أبي جهل، الذي حاول منع المسلمين من الوصول إلى الكعبة. فضربه حمزة بقوسه قائلًا كلمته الخالدة: “ارْدُدْها عليَّ إنِ استطعت!” قبل أن يُعلن إسلامه أمام الملأ، مُذلًّا أبا جهل.
نفس الكلمات، ونفس الموقف، ولكن هذه المرة في ساحات السودان! كيف تُحارب شعبك بدل أن تحميه؟ كيف تمنعهم من حق الكلام وحق العيش الكريم، كما منع أبو جهل المسلمين من حق الطواف بالكعبة؟ لقد لطَمَ حمزةُ وجهَ الطاغية بسهم الحق، مثلما لطَمَتْ إرادةُ الشعب السوداني وجهَ الخيانة يوم تحرير ولاية الجزيرة والخرطوم! والعقبال لبقية التراب السوداني يُحرَّر من براثن الجنجويد وأذنابهم.
لكن الفارق المصيري هنا أن البرهان كان يخاطب رجلاً استغل دماء السودانيين سلماً لعرش وهمي، وتاجر بآلام الوطن في سوق النخاسة السياسية. لقد كشفت الأيام عن أعظم عملية نصب سياسي في التاريخ السوداني الحديث، حيث تحول “بطل المليشيات” إلى أبو جهل العصر: يُحارب شعبه بدل أن يحميه، ويذبح أبناء وطنه بدل أن يدافع عنهم!
لقد انقلبت الأدوار اليوم، فما كان إلا قناعاً مزيفاً أخفى وراءه وجهاً مشوهاً بالخيانة والجريمة. وها هو التاريخ يعيد نفسه، ولكن هذه المرة ليس بإسلام بطولي، بل بسقوط مدوٍّ لطاغية حاول أن يقف في وجه إرادة شعبٍ عرف دائماً كيف يمحو الخونة من صفحات وجوده.
لقد حان الوقت لتمزيق قناع هذا الدجال الذي بدأ مسيرته كقائد يلوح به البعض، ليتحول في النهاية إلى رمز للخيانة العظمى، وإلى مجرم حرب ستسجله صفحات التاريخ بدماء الأبرياء التي سالت على يديه. إنها لحظة الحقيقة التي تسقط فيها الأقنعة، وتنكشف فيها الحقائق التي طالما حاول إخفاءها خلف خطاباته المزيفة وادعاءاته الباطلة.
حميدتي لم يكن يوماً بطلاً، بل كان مجرد دمية في مسرح المأساة السودانية، يتلون بألوان من يدفع أكثر، ويبيع ضميره وأمته بأبخس الأثمان. واليوم، بعد أن فضحته الأحداث، لم يعد أمامه إلا محكمة التاريخ التي لا ترحم، وشعب لن ينسى جرائمه التي اقترفها في حق الوطن والأمة.
“باسل ومغوار أنت يا حميدتي!” – نعم، باسل في القسوة، مغوار في الوحشية.. لكنك لست بطلاً، بل جلاد السودان الأول. لقد فضحك التاريخ، وكشفك الشعب، وستسقط كما سقط كل الطغاة. هذه ليست مجرد كلمات، بل شهادة دماء تُنطق بالحق: أنت قاتل، مغتصب، مُهجِّر، وخائن.
البداية: من راعي إبل إلى قائد مليشيات
نشأ محمد حمدان دقلو (حميدتي) في صحراء دارفور، وبدأ حياته كراعٍ للإبل، ثم التحق بالجيش السوداني. لكن الطموح الشخصي والرغبة في السلطة حولته إلى قائد لمليشيا الجنجويد، التي ارتكبت أبشع الجرائم بحق أبناء دارفور تحت شعار “حماية النظام”. لقد كان أداة في يد النظام البائد، يُذبح ويُحرق ويُهجر الملايين باسم “الأمن”.
أسطورة الزيف: البطل المزيف
بعد ثورة ديسمبر 2019، حاول حميدتي تغيير صورته، فتحالف مع قوى الحرية والتغيير، وقدم نفسه ـ”حامي للثورة”. لكن سرعان ما كشفت الأيام عن حقيقته: رجل لا يعرف سوى لغة الدم والمال. لقد استغل الثورة لتعزيز نفوذه، وجمع الثروات من تهريب الذهب والمعادن، بينما ظل الشعب يعاني الفقر والجوع.
الخيانة العظمى: الحرب على الشعب
في أبريل 2023، اندلعت الحرب بين الجيش السوداني بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بزعامة حميدتي. هنا ظهرت الخيانة في أبشع صورها:
تدمير العاصمة: حول الخرطوم إلى ركام، وأحرق المنازل، ونهب البنوك، وقتل الأبرياء.
جرائم الحرب: اغتصاب النساء، وقتل الأطفال، وتشريد الملايين إلى خارج البلاد.
التحالف مع الأعداء: تعاون مع مليشيات أجنبية ودول تريد إضعاف السودان.
لقد كرر حميدتي سيناريو أبي جهل، الذي حارب الحق والعدل حتى أبادته يد القدر. واليوم، يقف البرهان كالمبارز الأخير، ليحرر السودان من براثن هذا الطاغية.
النهاية: مصير كل طاغية
يقول التاريخ: “كلما ارتفع التجبُر، سقطت الضربة أقسى”. لقد بدأ حميدتي يفقد أراضيه، وتتهاوى قواته، والشعب السوداني يدرك الآن أنه كان مجرد أداة دمار.
اليوم، يقاتل البرهان وجيشه الباسل لاستعادة السودان، وسيأتي اليوم الذي يُحاكم فيه حميدتي على جرائمه، وتُكتب نهايته كدرسٍ لكل من تسول له نفسه خيانة وطنه.
الخاتمة: السودان سيبقى حراً
لن يُهزم السودان أبداً، فشعبه أقوى من كل الخونة. حميدتي سيسقط كما سقط كل الطغاة، وسيعود السودان حراً أبيّاً، لأن دماء الشهداء لن تذهب سدى.
“باسل ومغوار… ولكن!” نعم، لقد كان بطلاً في القسوة، لكنه سيسقط كأضعف الخائنون. والسودان سينتصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى