أسامة الصادق ابو مهند يكتب.. رونق الصباح.. إذا أصيب
أسامة الصادق ابو مهند يكتب.. رونق الصباح.. إذا أصيب

أسامة الصادق ابو مهند يكتب.. رونق الصباح.. إذا أصيب القوم في أخلاقهم…. فأقم عليهم مأتماً وعويلاً….
يقول ابن خلدون: إذا تأذن الله بانقراض الملك من أمة حملهم على ارتكاب المذمومات وانتحال الرذائل وسلوك طريقها..) فلا ﺗﺄﺳﻔﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﺍﻟﺒﺴﻮﺍ ﺍﺧﻼﻗﻬﻢ ﺍﻗﻨﻌﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﺷﻤﺌﺰﺕ الأقنعة
ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺳﻘﻄﺖ ﻓﻌﺎﺩﻭﺍ ﻭﺍﺭﺗﺪﻭﻫﺎ أمامك دون حياء…فعجبي لهم تارة يتلونون كالحرباء أو كمثل شجرة الدليب يرمي الظل بعيداً وانت أحوج ما يكون لهذا الظل….؟؟؟ المجتمع الذي نعيش فيه يحوي الكريم ﻭﺍﻟﻠﺌﻴﻢ ودائماً ما نجد أن الشخص الكريم إن ﺃﺣﺴﻨﺖ ﺇﻟﻴﻪ شكرك ﻭحفظ لك صنع هذا ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ وزكرك دوماً بالخير والطيب فيهم ربما يجازيك إحسانا ﻋﻠﻰ هذا ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ وذلك عندما تحين له الفرصة ﻭﻟﻮ بعد حين..وإذا لم يجد ما يكافيك به يظل يدعو لك بالخير والبركة حيث يقول ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : (ﻣﻦ ﺃﺗﻰ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎ ﻓﻜﺎﻓﺌﻮﻩ ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﺗﺠﺪﻭﺍ ﻣﺎ ﺗﻜﺎﻓﺌﻮﻩ ﻓﺎﺩﻋﻮﺍ ﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﺮﻭﺍ ﺃﻥ ﻗﺪ كافأتموه…) عكس الشخص ﺍﻟﻠﺌﻴﻢ ﺇﺫﺍ ﺃﺣﺴﻨﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺗﻤﺮﺩ ﻭأنكر ﻣﻌﺮﻭﻓﻚ و ﺟﻤﻴﻠﻚ ﻭﺗﻨﺎﺳﺎﻙ ﻭﺟﻔﺎﻙ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﻣﺼﻠﺤﺘﻪ وحقق مبتغاه ونال ﻓﺎﺋﺪﺗﻪ ومثل ﻫﺬﺍ ﺍلنوع يوجد بكثره ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ…(يخونك ذو القربي مراراً وربما.. وينغض لك عهداً عندما تتقاطع مصالحه فبما لا يناسبه من أمر أراده ولا خير في قربي إن لم يكن به نفعاً…ولا في صديق لا تزال تعاتبه وحسن الإنسان في نصحه ووفائه وهو يضمر في قلبه خير لا شر يؤذي)
وﻋﻨﺪما تقدم الإﺣﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻔﻀﻞ يجب أن تكون ﻭﺍثقاً بربك وسخي في عطائك وكرمك الفياض الذي أنعمه الله عليك وانت تعتمد في خطاويك ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻢ ﻋﻠﻰ بإستصحاب قرارك المناسب ﻭﺭﺃﻱ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ وأيضاً عدم الإلتفات مطلقاً ﺇﻟﻰ ما يصدر من الناس من كلام يسفه ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﺬﻟﻪ ﻭﺇﺣﺴﺎﻧﻪ ﻭﺗﺬﻣﻪ ﻋﻠﻰ منعه وإمساكه…وعندما يحسن بعض الناس إلينا إلى أحدنا ولا يقابل ذلك الإحسان إلا نكراناً فهذا يؤكد خسة النفس لأن النفس الكريمة والوفية لا تجحد الإحسان على الإطلاق ولا تمارس سادية النكران بل تجدها تحمل قيم الوفاء وتدعو الي صاحب المعروف بكل خير وتكبر فضله:
*ولقد دعتني للخلاف عشيرتي.. …فعددت قولهم من الإضلال*
*إني امرؤ في الوفـــــاء سجيـة.. … .وفعــال كل مهـذب مفضـال*
*أما اللئيم فإنه لا يزيده الإحسان والمعروف إلا تمردا*
*إذا أنت أكرمت الكريم ملكته.. … ..وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا*
ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺃﺭﻋﻰ ﺳﻤﻌﻪ ﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ إختلطت عليه ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﺗﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ يرضيهم شئ من هذا القبيل ومشهد ﺣﺎﻃﺐ ﺑﻦ ﺑﻠﺘﻌﺔ الذي ﺷﻬﺪ ﺑﺪﺭﺍً بعد أن قام بإرتكاب ﺧﻴﺎﻧﺔ ﻋﻈﻤﻰ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻗﺎﻝ سيدنا عمر بن الخطاب : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺩﻋﻨﻲ ﺃﺿﺮﺏ ﻋﻨﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻖ.. ﻗﺎﻝ له الرسول صلى الله عليه وسلم: ﻻ ﻳﺎ ﻋﻤﺮ ﺇﻧﻪ (ﺷﻬﺪ ﺑﺪﺭﺍً…) كما تحدث النبي صلي الله عليه و سلم خليفته أبوبكر الصديق…. حيث قال فيه (ﻣﺎ ﺳﺎﺀﻧﻲ ﻗﻂ…) وكما تحدث أيضاً عن ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﻗﺎﻝ: (ﺁﻣﻨﺖ ﺑﻲ ﻭﻭﺍﺳﺘﻨﻲ بمالها.. آمنت بي إذ ﻛﻔﺮ ﺑﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ… ﺻﺪﻗﺘﻨﻲ ﺇﺫ ﻛﺬﺑﻨﻲ الناس ﻭﺍﺳﺘﻨﻲ
ﺑﻤﺎﻟﻬﺎ…ﺭﺯﻗﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻮﻟﺪ…) وكذلك الأنصار ﺃﺳﺪﻭﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎً وﺁﻣﻨﻮﺍ ﺑﻪ ﻭﺩﺍﻓﻌﻮﺍ ﻋﻨﻪ… ﻭﺃﻳﺪﻭﻩ ﻭﻧﺼﺮﻭﻩ… ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺟﻤﻌﻬﻢ ﻭﻗﺎﻝ : (ﺃﻣﺎ إنكم لو شئتم لقلتم ﻓﻠﺼَﺪﻗﺘﻢ ﻭﻟﺼُﺪﻗﺘﻢ ﺑﻪ ﺃﺗﻴﺘﻨﺎ ﻣﻜﺬﺑﺎً ﻓﺼﺪﻗﻨﺎﻙ
ﻃﺮﻳﺪﺍً ﻓﺂﻭﻳﻨﺎﻙ… ﻣﺨﺬﻭﻻً ﻓﻨﺼﺮﻧﺎﻙ…) قمة الوفاء يجسدها النبي صلى الله عليه وسلم مع الأنصار يكبر فيه هذه المواقف المشرفة في طريق الدعوة الإسلامية وتبليغ رسالة النبوة….ما اعظمك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم…يقول المفكر أوشي : لا تساعد جرحك على النمو لا تجعل جرحك روحك عد إلى الجذور كن مع الكلية حاول لأربع و عشرين ساعة فقط ألا ترد ألا ترفض مهما يكن إن دفعك أحدهم و سقطت على الأرض أسقط ثم انهض و عد إلى بيتك لا تتصرف حيال الأمر عد دون أي ردة فعل لاتفعل شيئا فقط ليوم واحد حينها ستشعر بدفق جديد من الطاقة لم يأتيك من قبل قوة حياة تنبع من الجذور و حالما تعرفها حالما تختبرها ستتغير حياتك كليا وستضحك من حماقاتك السابقة كل امتعاضك ردود أفعالك وانتقاماتك التي كنت تدمر ذاتك بها.