محمد عبدالله يعقوب يكتب.. سفر القوافي.. جنون (السافنا ) وصحوة وزراء الشرتاي
محمد عبدالله يعقوب يكتب.. سفر القوافي.. جنون (السافنا ) وصحوة وزراء الشرتاي

محمد عبدالله يعقوب يكتب.. سفر القوافي.. جنون (السافنا ) وصحوة وزراء الشرتاي !!
جاء في الأخبار أن القوات المشتركة تريد ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﺪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺴﺎﻓﻨﺎ ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺩﺓ المقدم الهارب من القوات المسلحة ﻋﻠﻲ ﺭﺯﻕ ﺍﻟﻠﻪ ( ﺍﻟﺴﺎﻓﻨﺎ ) والذي سبق أن تم إستيعابه بالجيش عقب توقيعه سلاما ( هشا) مع الدولة ولكنه نكص عهده وعاد الى التمرد ، وأبانت الأخبار أن ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻪ أيضا تم الإمساك بهما ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺟﺒﺎﻝ ﻣﻮﺭﻭ ﺷﺮﻕ ﻛﺒﻜﺎﺑﻴﺔ ﻭﺟﻨﻮﺏ ﻏﺮﺏ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻛﺘﻢ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺷﻤﺎﻝ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ، عليه فإن هذا القائد المتمرد الشاب قد وقع في الفخ بعد أن ظن أنه سيحارب الدولة وينتصر ، ومن قبل قال لي وزير الشباب والرياضة بولاية وسط دارفور أبوالقاسم محمد صالح ، الذي منح هذا المنصب عقب توقيع الحركة التي ينتمي اليها سلاما شاملا مع الدولة بعد إنسلاخهم من حركة عبدالواحد نور ، كما أنه قد تخرج في جامعة شندي في العام 2005م ، قال لي سعادة الوزير أبوالقاسم أن حياة التمرد قاسية جدا ، فليس فيها ثوابت ولا قوانين ولا أعراف ولا قيم ولا مثل ولا أخلاق ، ووصفها بالحياة البوهيمية ، وفيها يظل الكبير كبيرا والصغير رتبة ومقاما بالطبع هو كبش الفداء ، إذن فإن المقبوض عليه السافنا يحتاج الى الطبيب النفسي إذ لايعقل أن يضحي ضابط برتبة المقدم بمركزه ليتمرد ويلوذ بالفرار في الأحراش وليست له مطالب قبلية أو جغرافية فهو حتما مجنون .
وأعود الى جنة السودان ولاية وسط دارفور ، والطريق الى مدينة قارسيلا عاصمة محلية وادي صالح وعر جدا ، وتستغرق الرحلة ذات المائتي كيلو متر ذهاء الأربع ساعات بسيارات الدفع الرباعي في موسم الخريف ، ونحن كنا ضمن وفد مشروع تعزيز ثقافة السلام وقد عانينا من وعورته ، بين سيارة غارقة في الطين ، وواد ضخم مازالت تسيل فيه مياه أمطار الصباح الباكر ليوقف جميع السيارات عدا تلك المصممة لقهره ، ورغم ذلك يعبث بها كلعبة ( كبريت) في يد الوليد ، ودخلنا قارسيلا الجميلة بتلالها الكثيرة وجبالها أيضا وهي بحق (مهملة جدا) وتحتاج الى كل شئ خاصة الطريق المسفلت الذي يربطها بحاضرة الولاية زالنجي .
وفي رده على سؤالي عن حال مستشفى زالنجي والتخصصات الموجودة قال لي وزير الصحة موسى أحمد خاطر وهو من حركة وزير الصحة الإتحادي الاسبق بحر إدريس ابوقرده ، قال أن الولاية هي السبب في هروب كبار الإختصاصيين الذين يأتون الى ولاية وسط دارفور ، بسبب عدم دفعها لحوافزهم المستحقة بجانب عجزها عن توفير سكن منفصل لهم بجانب وسيلة حركة خاصة لذلك ، فيجدون المناخ طاردا فيغادرون على الفور ، وزاد بأنه ترك منزله الحكومي المجهز ليكون ميزا للأطباء وقام بإستإجار منزل في المدينة تضحية منه لتنعم الولاية بالعلاج ، مضيفا أنهم يحولون الحالات الطارئة والحرجة الى مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور بالإسعاف عبر الطريق المسفلت الذي يربط بينهما .
فيما قال لي زميله وزير الشباب والرياضة أبوالقاسم محمد صالح أن فريق زالنجي هو الفريق الأول بالولاية وسبق وأن نافس في دورة غرب دارفور وهو يعمل لكي يكون ضمن فرق الممتاز العام القادم ، وأقر الوزير بعدم فاعلية مركز الشباب الوحيد في زالنجي بسبب المال وتأسف لعدم وجود مراكز شباب بمحليات الولاية الأخري وضياع المواهب عبر التجريب الفردي المبهم والذي لايوصل الى شئ ، وأبان أنه قد حسم مؤخرا منصب مفوض إتحاد الكرة بالولاية مجبرا الوالي انداك الشرتاي جعفر عبد الحكم بإقالة الشخص الذي فوضه من قبل ، وتم تعيين مفوض جديد من قبل وزير الشباب والرياضة تنفيذا للقانون وقد تسلم عمله وسينهض بكرة القدم بالولاية لخبرته في هذا المجال .
وزراء وسط دارفور في العام 2017م كانوا شباب واع عركتهم الجبال القاسية إبان التمرد وأدركوا بحسهم الوطني ضرورة التعايش السلمي وبناء الأوطان بسواعد بنيها ، فدخلوا في مكاتبهم ولديهم ألف دافع لينهضوا بالولاية الجميلة بل هي ساحرة السياحة السودانية فلنقف خلفهم ليكملوا المسير ولكن جاء صبيان الدعم السريع فضاعت جهود مقدرة وعادت الولاية الوليدة الى بطن امها كأنها لم تولد ابدا .