مقالات

الصادق إسماعيل علي يكتب.. نَكْزة : المجتمع المدني ودوره في ترميم ما دمرته الحرب

الصادق إسماعيل علي يكتب.. نَكْزة : المجتمع المدني ودوره في ترميم ما دمرته الحرب

الصادق إسماعيل علي يكتب.. نَكْزة : المجتمع المدني ودوره في ترميم ما دمرته الحرب.

* المجتمع المدني هو مجموعة المؤسسات والكيانات والمجموعات غير الحكومية التي تعمل على خدمة المجتمع، وتسهم في تلبية احتياجاته الحياتية، خاصة الطارئة منها. وهو جزء لا يتجزأ من المجتمع، يعمل من أجله وبالتفاعل معه.
* إلى جانب منظمات المجتمع المدني الحديثة التي تنظمها الدولة عبر القوانين، يعرف أهل السودان كيانات أخرى طبيعية وراسخة، ذات تأثير بالغ وسط المجتمع، مثل الإدارة الأهلية وقياداتها، والطرق الصوفية وشيوخها. بل يتعدى الأمر إلى بعض الأفراد الذين يماثل تأثيرهم في المجتمع تأثير المؤسسات، مثل “الفكي” و”الحكّامة”، اللذين يلعبان أدوارًا اجتماعية وثقافية مهمة.
* خلّفت الحرب المستعرة في البلاد دمارًا واسعًا، طال البنى التحتية ومصادر الخدمات الأساسية ومراكز الإنتاج من مزارع ومصانع وغيرها. كما أدى إلى تدمير العديد من المساكن، وحرق القرى والأسواق، إضافة إلى تأثيره العميق على التماسك الاجتماعي، وهو الخسارة الأكبر على المدى البعيد.
* رغم التحديات الكبيرة التي تواجه المجتمع المدني، مثل نقص التمويل، وصعوبة الوصول إلى الموارد، وغياب الاستقرار الأمني والسياسي، وضعف التنسيق بين المنظمات المدنية والحكومة، بالإضافة إلى التأثيرات الاجتماعية والنفسية للحرب، إلا أن هذه المنظمات أدت دورًا فاعلًا خلال الحرب، ولا تزال تواصل عملها، خاصة في:
– تقديم الإغاثة العاجلة (الغذاء، الدواء، المأوى). دعم الفئات الأكثر تضررًا من الحرب (النازحين، الأيتام، الأرامل). المساهمة في إعادة تأهيل البنية التحتية في بعض المناطق (المدارس، المستشفيات، الطرق).
* لا يزال المجتمع المدني مطالبًا بأداء أدوار أساسية أخرى، أهمها:
بناء السلام المجتمعي من خلال تقليل النزاعات بين الأطراف المتأثرة بالحرب، وتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي.
وإعادة البناء والتنمية والمساهمة في ترميم ما دمرته الحرب، خاصة في المناطق الأكثر تضررًا. وتحريك عجلة الاقتصاد ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتشجيع الاستثمار المحلي لإعادة الحياة إلى المجتمعات المتأثرة بالحرب.
* لا شك أن المجتمع المدني سيكون حجر الزاوية في إعادة إعمار السودان بعد الحرب، تمامًا كما كان هو البوابة التي دخل عبرها المقاتلون لدعم القوات المسلحة، سيكون أيضًا البوابة التي ينطلق منها نفير إعادة البناء في مختلف القطاعات.
* ولكي ينجح المجتمع المدني في هذه المرحلة، لا بد من معالجة التحديات التي تواجهه، خاصة فيما يتعلق بالتنسيق مع الحكومة. أما التنسيق مع بعض المنظمات الدولية، فهو أمر يستوجب الحذر واليقظة، إذ إن العديد من هذه المنظمات تحمل أجندات استخبارية استعمارية، تسعى إلى تحقيق مصالحها تحت غطاء العمل الإنساني.
* يمثل المجتمع المدني الركيزة الأساسية للنهوض بالبلاد بعد الحرب، وعليه تقع مسؤولية كبرى في تضميد جراح المجتمع وإعادة ترميم ما تهدّم. ولكي يؤدي هذا الدور بفاعلية، لا بد من دعمه وتوفير بيئة تمكّنه من العمل بحرية واستقلالية، مع ضمان التنسيق الفعّال بينه وبين الجهات الرسمية، بعيدًا عن أي تدخلات قد تعيق مسيرته نحو إعادة بناء الوطن.
دمتم سآلمين آمنين تآمين لآمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى