الصادق إسماعيل علي يكتب.. نَكْزة الثقافة والفن.. هوية الأمة ووجدانها المشترك
الصادق إسماعيل علي يكتب.. نَكْزة الثقافة والفن.. هوية الأمة ووجدانها المشترك

الصادق إسماعيل علي يكتب.. نَكْزة الثقافة والفن.. هوية الأمة ووجدانها المشترك
* تمازج وتلاقح عناصر ومفردات الثقافة هما ما شكّل وجدان الأمة المشترك وروحها الجامعة، فأصبحت الثقافة واحدة من أهم ممسكاتها. ويظلّ الفن، بكل ضروبه، المُعبِّر الأصدق عن هذه الثقافة بمختلف تجلياتها.
* الثقافة السودانية التي كوّنت شخصية الفرد، وبالتالي المجتمع، نشأت من منبع أصيل، وهو الدين الحنيف، وما يستند إليه من قيم وأخلاق سامية. هذه القيم تتجلى في الشجاعة والفروسية، الكرم، الإيثار، العفة، السماحة والتسامح، الرضا، العزة والكرامة، وإغاثة الملهوف، وغيرها من الخصال النبيلة. ومن لا يتّصف بهذه القيم، فهو غريب عنها.
* الحرب التي تشتعل اليوم في البلاد كانت اختبارًا حقيقيًا لهذه الثقافة، ولوسائلها التعبيرية في شتى ضروب الفنون، خاصة تلك التي تعبّر عن قيم الشجاعة والنخوة. فقد شهدنا تدافع الملايين في استنفار شعبي عام، اصطفافًا إلى جانب القوات المسلحة دفاعًا عن العقيدة والوطن، الأرض والعِرض، الدماء والأموال. كما جسّد السودانيون قيم إغاثة الملهوف، وإطعام الجائع، وكساء العاري، وإيواء النازح، بل تجاوزوا ذلك إلى إعادة إعمار ما هُدِم وخُرِّب.
* عبرت الفنون المختلفة عن هذا المشهد الملحمي من خلال الأناشيد الجهادية، الأغاني الحماسية، والكلمة الصادقة المعبرة، التي وحّدت وجدان الأمة، وحشدت مقدّراتها، ورسّخت معاني الوطن والوطنية في القلوب والعقول.
* على مرّ الأزمان، شكّلت الثقافة والفنون وجدان الأمة السودانية، وعبرت عن تطلعاتها، ووحّدت كلمتها في مواجهة التحديات. وفي هذه الحرب، عززت الفنون الشعور بالوطن، وكشفت عن المهددات التي تواجهه، وأرست معاني الوطنية الحقة والمواطنة الصادقة.
* سيظل أهل السودان، كما كانوا دائمًا، يراهنون على ثقافاتهم وفنونهم، باعتبارها القوة التي توحدهم، وتحميهم من الفرقة والشتات، وتحفظ هويتهم في وجه المتغيرات والتحديات.
دمتم سآلمين آمنين تآمين لآمين