مراد بلة يكتب مدارات.. أردول بالامس واليوم.. هل من مقاربة!
مراد بلة يكتب مدارات.. أردول بالامس واليوم.. هل من مقاربة!

مراد بلة يكتب مدارات.. أردول بالامس واليوم.. هل من مقاربة!
لو جاز لنا المقارنة بين المناضل أردول وبعض الأسماء حتى من غير رصفائه..ولنأخذ مثلاً عبدالعزير الحلو نجد أن الرجلين يختلفان في تقيمهما للمشهد السوداني خاصة إبان ثورة ديسمبر أو قل عقب الثورة فالحلو قد عبر عن رؤيته بملء الفم بأنه سوف يلعب المباراة النهائية..قالها هكذا.. وهو بذلك يعني أنه سينظر من أعلى ومن على السطح للأطراف المتنافرة او المتجاذبة أو المتصارعة وينتظر عما ستسفر عنه الأوضاع ولمن تكون الغلبة ثم يقوم هو وقتها بمبارزة المنتصر، هذه هي النظرية التي ينطلق منها الحلو..والملاحظ هنا أنه لا يضع أدنى إعتبار لمعاناة إنسان جبال النوبة الذي ضاعفت حالة الحرب التي يصر عليها من مأساته بالدرجة التي باتت قضية جبال النوبة(فص ملح وذاب) في خضم أهداف الحلو التي تحورت من قضايا مطلبية و مركبة تتعلق بالتهميش بمعناه الواسع تحورت إلى طموحات شخصية وأيديولوجية وبروباغندا تخصه وأطراف إقليمية وربما دولية أخرى..وعقب إنفصال الجنوب وقبل سقوط دولة جماعة الإنقاذ كان الرجل الحلو يبحث عن إتفاقية مثل إتفاق السلام الشامل التي أنجزتها الحركة الشعبية الأم بقيادة المرحوم د.جون قرنق غير أنه بعد الثورة-أي الحلو إعتقد أن الحكومة التي تشكلت بعدها وهي توليفة ما بين قوى مدنية ومجموعة من العسكرتارية الذين إنحازوا للتغيير..حكومة ضعيفة ويمكن من خلالها تحقيق أعلى السقوفات ولعل هذا ما يبرر طرح علمانية الدولة الذي وضعته الحركة الشعبية على طاولة التفاوض بعد حين، أما رؤية السيد أردول فتختلف كلياً وهو الأكثر أصالة بمعيار الإنتماء للأرض والعرق والأكثر إحساساً بمعاناة شعب النوبة فقد آثر منذ الوهلة الأولى الإنضمام لقوى الثورة خاصة وأنه يعد أحد اهم مؤسسي منظومة الحرية والتغيير التي قادت الشارع للإطاحة بالنظام وللأسف الشديد الكثيرون لايدركون هذه الحقيقة المهمة.. ثم بعد ان ورثت قوى الثورة المدنية.. تلك الدولة و إعتلت عرش السلطة كان مبارك أردول من المشاركين بفعالية، فتقلد منصب نائب مدير الشركة السودانية للموارد المعدنية وهي أهم مؤسسة رعية في البلاد على الإطلاق ثم صار مديرها لاحقاً ..لكن والحق أقول لم يثنيه بريق السلطة عن قضية جبال النوبة والمطالبة بحقوق إنسان المنطقة في العيش الكريم فمن خلال تواجده في الشركة إستطاع أن يحقق من المكاسب ما عجزت عنه كثير من الإتفاقيات التي أبرمها أبناء النوبة على مر حكم جماعة الإسلام السياسي إبتداءاً من إتفاق محمد هارون كافي اللجنة المركزية مروراً بإتفاق سويسرا ثم إتفاق السلام الشامل الذي خدع فيه الجنوبيون إبناء النوبة الأمر الذي أدى إلى تجدد القتال عقب إنفصالهم_أي الجنوبيون الذين إستغلوا النوبة أسوأ إستغلال ومازال على يد الحلو ..إلا أن أردول الذين يتحدثون عنه اليوم يختلف عما كان عليه الأمس.. فقد صار يتمتع بصداقات إقليمية ممتازة وصيت طيب وعلاقات دولية..تمكنه من إيصال قضية جبال النوبة بمفاهيم جديدة و ليست إنتهازية أو أيديولوجية مثل الحلو الذي صار تاجراً متخصصاً في بيع ذهب الجبال… وصار حليفاً للأعداء التأريخيين للنوبة كما أن أردول الآن أحد نجوم السياسة السودانية ورقماً لايمكن تجاوزه قومياً ولديه رؤية بلإستفادة من الوسائل والآليات المدنية لتحقيق الأهداف وهو بذلك فرس رهان و خير أنموذج لتطور العقلية النوباوية إن جاز التعبير من حالة الإنغلال والدونية إلى المنافسة في النسيج الوطني العام..
*مرادبلة*