اعمدة ورأي

أسامه الصادق ابو مهند يكتب.. رونق الصباح.. بعد تحرير الخرطوم تتوالى بشريات النصر المحتوم

أسامه الصادق ابو مهند يكتب.. رونق الصباح.. بعد تحرير الخرطوم تتوالى بشريات النصر المحتوم

أسامه الصادق ابو مهند يكتب.. رونق الصباح.. بعد تحرير الخرطوم تتوالى بشريات النصر المحتوم

النصر يعيد تشكيل الوجدان ويرفع الرؤوس، الهزيمة لا تكسر السلاح فقط، بل الروح، يصبح الحلم ترفاً والأمل يأساً، وتتسلل إلى الشوارع والعيون والأغانى، وتفقد اللغة معانيها.. والنصر يعيد الرايات لترفرف، ولا يرمم فقط ما انكسر، وكان الطريق إلى الانتصار العظيم مليئاً بالبطولات والتضحيات والفداء، ومن أهم الدروس المستفادة من حرب الكرامة أن القوات المسلحة هي صمام الأمان، وتفتدى البلاد وتصون أمنها وعزتها وكرامتها وكبرياء شعب لا يقهر ولم تلن له قناة، بعد تحرير الخرطوم ومن قبلها ولاية سنار والنيل الأبيض والجزيرة واجزاء واسعة من شمال كردفان وجنوب كردفان بفك الحصار المضروب على الدلنج ومازالت بشائر النصر تلوح في أفق الإنتصارات لتقدم لنا بكل زهو وفخر معانى وطنية عظيمة، من أبرز معالمها أن علم السودان سيظل مرفوعاً على كامل ترابه الوطنى، لنقص أحسن القصص لأولادنا وأحفادنا عن معركة الكرامة وبسالة الجندي السوداني وصمود شعبه العظيم وهو يقف صفاً واحداً خلف القائد، دفاعاً وزوداً عن حياض الوطن ليقدم الغالي والنفيس في إباء وعزة وشموخ.
ماذا لو لم يتحقق الانتصار ولم يتم تحرير المناطق التي دنستها مليشيا آل دقلو الإرهابية…؟؟؟؟ الهزيمة ليست طلقة فى صدور الجنود، بل شظايا فى أرواح الشعوب، وذل يتسلل فى نظرة الأب لطفله وانكسار الأغنانى وارتباك العلم، ويصبح التاريخ عبئاً والكرامة حلماً، والشعوب العظيمة تمرض ولا تموت. والانتصار لا يغير الجغرافيا فقط، بل يعيد ترسيم حدود النفس، وتنهض الأمة مارداً عملاقاً، تعرف الآن من أين أتت، وإلى أين تستطيع أن تذهب، وكان مستحيلًا أن يصبر السودانيين على هذه المؤامرة الخبيثة التي تستهدف الإنسان والأرض والعرض ولا يمكن لهم بأي حال من الأحوال أن يتركوا شبر واحد من أراضيهم ينام فى أحضان هذه المليشيا القاتلة المجرمة وكان مستحيلاً أن تستمر البلاد مرهونة بأيد هؤلاء الخونة والمتربصين الذين عاثوا في أرض السودان فساداً كباراً، كل الإنتهاكات التي حدثت ماهي إلا امتداد طبيعي للسقوط الأخلاقي والقيمي والوطني والإنساني لتؤكد المؤكد لهذه البربرية والهمجيته… ولا يمكن أن تظل أبواب الأمل مغلقة فى وجه مجاهديها، الذين برنون نحو أفق الإنتصارات بعين بصيرة ونفس أببة لا تعرف الإنكسار وهي تطلع الي سودان جديد خالي من الجنجويد.. بالفعل كانت أياماً صعبة ومريرة، ولا يعرف قساوتها إلا من عاشها، ولم تذق عيون الوطن طعم النوم، وربط السودانيون الحزام على بطونهم ووفّروا لقمة العيش من أجل اليوم العظيم لتحرير كل شبر دنسته هذه المليشيا الإرهابية حيث تحقق بفضل الله ومجاهدات القوات المسلحة والقوات المساندة لها من فرض السيطرة على الخرطوم وتحقيق كل هذه الإنتصارات العظيمة، دفع مهرها أرواح الشهداء الخالدين من تضحيات كانت فاتورتها باهظة تحملها السودانين صبر ورضا، لأن الأرض في منظورهم هى العرض، وكان مستحيلاً أن تستمر هذه المليشيا تسرح وتمرح في الأرض ترتكب المجازر والموبقات.
لن تكون الخرطوم غير ذلك، ولأن لها مكانة خاصة فى القلوب، فهي تجمع بين التاريخ والقداسة والبطولة والتضحيات وتعتبر رمزاً للكرامة الوطنية، وارتوت أرضها بدماء الشهداء الأبرار، الخرطوم ليست مجرد قطعة أرض بالنسبة للسودانيين، بل هى جزء من هويتهم ووجدانهم، توحد كلمتهم فى السلم والحرب، وينتفضون للدفاع عنها أوقات الخطر، الخرطوم قيمة وطنية ساميه فهي عبق التاريخ وبوتقة النضال ورمز الكبرياء والشموخ وسفر وطني مشع في كتاب الخالدين.
وهي صامدة فى وجه مؤامرات التهجير أقسمت أن لا تكون إلا للسودانيين، تكابر وتعاند لكل محاولات تغيير أو طمس هويتها أو إخراجها من الحاضنة الوطنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى